السبت، 4 أبريل 2009

حمرة الاباء

حمرة الاباء

عهدنا جميعا ان نرى الحمرة على وجوه الفتيات حين يغلبهن الحياء ،او نرى الحمرة على وجوه الفتيان خجلا من تصرف قد ينال من رجولتهم فى أعين الناس وهى التى لا تزال فى طور البناء ،ولكنى الان اتلمس معكم حمرة من نوع اخر ،حمرة من النادر ان تراها او حتى تحلم بها ولكن يشاء القدير ان يراها ويشهدها الملايين فى احد المؤتمرات العالمية والمدهش انه لم يتوقف عندها سوى القليل من البشر لم يلحظها الكثيرين لانهم لم يعهدوها او يعتادوا عليها . انها ........حمرة الإباء تلك التى ارتسمت على وجه احد الرجال وهم قليل فى هذا الزمان إنه الرجل الطيب رجب الطيب اردوغان رئيس وزراء تركيا الحالى .ذلك الرجل الذى ابى ان يسمع الاباطيل تحشر فى أذهان الحضور فى منتدى دافوس الاقتصادى بسويسرا بلسان الكذوب شمون بيريز ،ابى ان يرى الحق مقتولا بخنجر الخيانة والتواطؤالعالمى لصالح العدو الصهيونى ،أبى ان تتبدل الحقائق وتكال الاكاذيب مكانها ،ابى يرى اطفالا يحرموا براءة طفولتهم وتنزع منهم أرواحهم قسرا وعنوة دون ان يمد لهم يد العون ويكشف تلك الجريمة النكراء التى ارتكبت وترتكب ضدهم .أبى ان ينظر الى صورة العدالة وقد تلطخت بالاعتداءات والافتراءات ولا يصرخ مطالبا برفع هذا القبح عنها .فقام ليرد مقالة هذا الكذوب وينزع عن وجه الة الدمار الصهيونية قناع الوداعة والمسالمة ويكشف قبح سريرتها ودناءة منطقها وليفضح مكائدها التى تدبرها ضد الانسانية الغافلة كل يوم .
وحين اعترضه منظم المنتدى أبى الرجل ان يصمت كما صمت اللئام ابى ان يرضى لبلاده بغير العزة او ان يرضى لنفسه بغير الكرامة فأعلن رفضه وانسحب فى شموخ ،انسحب على طريقة الكبار
.............







**وحقيقة تأملت موقف الرجل وجعلت اساءل نفسى : ما بال الرجل يضطلع بما ليس هو منوط به من المهام واصحاب المهمة الاصليين غارقون فى سبات عميييييييييييييييييييييييييييق.

ودفعنى هذا الى البحث فى دوافعه فلم اجد ما يشفينى وربما استعنت بقراءة بعض المقالات التى تناولت الموقف بالتحليل وبعضها خلص الى ان السبب وراء تصرفه الشجاع وهو ما اقتنعت به انه رجل وصل الى منصبه الرفيع بانتخابات( حرة ) اختاره الشعب بكامل ارادته ،لم يستعن بقوى خارجية لتسانده فى عصر شعبه ونهبه كما يفعل الكثيرون من غيره نخلص من هذ ان عينه ليست مكسورة لاحد يرفعها فيمن شاء ولسانه ليس مكبلا يطلقه بالحق وقتما شاء وقليه ما زال ينبض بالحياة التى انعدمت فى قلوب الكثيرين .
ودليلى انها انعدمت فعلا من قلوبهم مشهد من المشاهد الكثيرة التى عرضت علينا اثناء ازمة غزة الاخيرة لامراة عربية تصرخ قائلة بلهجتها " وينكم يا عرب " "وينكم يا عرب " كانت المراة تصرخ ومن عزم الصراخ يكاد الدم يقفز من اوردتها غيظا وتحرقا ممن ناموا وشدوا اللحاف وتنصلوا من كل مهمة يمليها عليهم الضمير ز فهل ترى لهؤلاء قلوبا حية ؟؟؟
ذكرتنى هذه المراة التى نام عنها كل مجيب وحرمها قادة العرب اهتمامهم وكيف لا ؟ فهم لا يجدون وقتا لمثل هذه التفاهات !!!!!
ذكرتنى بالمراة التى صرخت (واااااااامعتصماه ) فلم يكد صدى صوتها يتلاشى فى الهواء حتى هبت الجيوش لنصرتها ودفع الظلم عنها . المراة هى المراة ولكن لم يعد هناك بعد الله من تعتصم به وتحتمى بمرؤته .
والعجيب ان المثل العربى الشهير الذى يحفظه العرب جميعا عن ظهر قلب بقول "انا واخويا على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب "
اذن فلماذ لم يهب العرب لنصرة اخوانهم وابناء عمومتهم على من اذاهم وهدم بيوتهم و خرب حياتهم وترك من عاش منهم ذليل بلاء يلازمه باقى حياته . منهم من قطع احد اعضاءه ومنهم من فقد بصره ومنهم الطفل الذى فقد لاهل وسيبقى الى اخر عمره يعانى آهات اليتم وذكريات المرارة والحرمان التى ربما يكون من ضمنها منظر امه الحبيبة وهى ملقاة على الارض وقد انفصل الرأس الكريم عن الجسد ، او منظر أخيه وقد قطعت ذراعه وهو ينزف دم غزيرا ، او منظر أبيه وقد واراه تراب بيته المتهدم اوغيرها وغيرها الكثير .
حقيقة هذا الصمت العربى يجعلنى اشك ان من العرب وقادة العرب من لا يعرف من اخوه ومن ابن عمه ومن هو الغريب !!!
الامر محزن للغاية ولكن رغم كل هذه الاوجاع يبقى موقف الرجل الطيب بارقة تبعث على الامل استحق به ان يدرج فى قائمة( اخر الرجال المحترمين) وانا ارى انه موقف سيسجله له التاريخ .


وفوق كل هذا سجلته له ملائكة العليم الحكيم
الذى لا تخفى عليه خافية ولا يضيع العمل الطيب عنده ابدا

واخير اذكر قول الله سبحانه وتعالى
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيه اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوى عزيز ""

ولا اعظم نصرا لله من ان ننصر عباده المستضعفين ونرد بأس الاشقياء عنهم

وايضا قوله تعالى :
.

" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين"

وأى فساد هذا الذى نعيشه فى ظل هذه الاجواء الراكدة الساكتة نتحرك فيها ولسان حالنا يعلنها فى عجرفة البلهاء ::

انا لا نسمع ،لا نرى ، لا نتكلم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!